الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

مع الروائي السوداني الحسن محمد سعيد

 
الرَِّوائي السُّوداني الحسن محمَّد سعيد، صاحب تجربة روائية متميزة، فهو قد كتب ستة أعمال روائية، ومجموعة قصصية، وكلها بدولة اليمن، حيث قضى هناك خمسة وعشرين عاماً، عرف فيها كلّ المنابر الثّقافية باليمن، وهو عضو بنادي القصة اليمني (المُقه) بصنعاء، وشارك في كثير من الفعاليات، والمنتديات هناك، ورواياته هي:
1- عطبرة.
2- ثلوج على شمس الخرطوم.
3- الفحل.
4- أبوجنزير.
5- صمت الأفق.
6- أزمنة الترحال والعودة. 
وله مجموعة قصصية تحت عنوان: 
- ريحان الحلفاية. والحلفاية هنا يقصد بها نبات الحلفا الذي ينبت على ضفاف النيل.  
     يكتب الحسن محمد سعيد، رواياته باللغة العربية الفصحى، مع بعض التوظيف للعامية السودانية، في حوار شخوصه، وفي السرد أحياناً. 
 تدور كل الأحداث في رواياته في بيئات سودانية بالرغم من غربته الطويلة باليمن، وشخوصه يعرفهم وينتزعهم من واقع الحياة السودانية. وقد تتلمذ على يد الأستاذ الأديب المرحوم بشير الطيب، وكان له الفضل الأول في توجهه نحو كتابة القصة.
  عاصر في الستينيات عيسى الحلو وإبراهيم إسحق، وعثمان الحوري، وغيرهم من كتاب الرِّواية السُّودانية، ويبدو أثر تلك الفترة واضحاً في كتاباته، فهو يحكي عن الانعتاق من الاستعمار والتّخلف وقهر السلطة، ويقترب من عوالم العامة الكادحين. 
   يشارك الحسن محمد سعيد في المنتديات الثقافية باليمن، ولقد تم تكريمه، وهو الحاصل على بعض جوائز الإبداع هناك.  
     يشير لي الحسن محمد سعيد، في لقائي معه، إلى تأثر كتاب الرِّواية، في الستينيات بأعمال الروائي الإيطالي البرتو مورافيا الروائي، صاحب روايات ( زمن اللامبالاة) 1929م، و(السأم) 1939م، و(دولاب الحظ) 1939م، و(حكايات من روما) 1945م، و(امرأة من روما) 1947م، و(امرأتان) 1947م، و(العصيان) 1948م، و(الفردوس) 1970م. وذكر لي أن وصف كتاباتهم بالوجودية، في تلك الفترة كان شيئاً ينعشهم ويطربون له، بالرغم من أنه لم يقرأ عن الوجودية حينها، قراءات عميقة، تجعله يصنف نفسه ككاتب وجودي، ولا يحس بأنه يقتفي أثرها. ويمكننا أن نلمح تأثر الروائيين في تلك الفترة، بسارتر، وسيمون دي بوفوار، والبير كامي، ودستايفسكي (هكذا يجب أن يكتب)، ومكسيم جوركي، وليف تالستوي، ومن الروائيين العرب نجد حضور توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وعبدالرحمن الشرقاوي، ويحيى حقي، ويوسف الشاروني. ومن الشوام سهيل إدريس، وحنا مينا، وخوليت خوري. ومن بعد هؤلاء الكاتب السُّوداني الطيِّب صالح.
   لقد أجرى الرِّوائي عيسى الحلو مع الحسن محمد سعيد، عدة حوارات ثقافية بالملحق الثقافي بصحيفة الرأي العام، كما أجرى معه الأستاذ الناقد نبيل غالي جرس، حواراً بصحيفة اليوم التالي، في فترة مبكرة. ولفيصل مصطفى مقالٌ بموقع صحيفة الراكوبة، عن تجربة الروائي الحسن محمد سعيد. وفي مجلة الخرطوم الجديدة، أجرى الأستاذ القاص عبدالمنعم حسن الحاج، حوارا ثقافياً، عن تجربة الروائي الحسن محمد سعيد، وهذا في نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة.
     نشرت له قصة (بص الثامنة)، في مطلع السبعينيات، بملحق الصحافة، وعلق عليها الأديب الرَّاحل عبد الرحيم أبو ذكرى. 
    في الفترة التي كان فيها الأستاذ على عمر قاسم، مشرفاً على الملحق الثقافي لصحيفة الأيام، وكان محمد المكي إبراهيم في تلك الفترة، من الكتاب المبدعين، المؤثرين جداً في الحراك الثقافي، ولقد كانت توصف كتابات الكتاب آنذاك ببعض الاتجاهات الأدبية، مثل الواقعية الاشتراكية، والوجودية وغيرها. 
تستحق أعمال الرِّوائي السوداني الحسن محمد سعيد، أنْ تجدَ حظها من القراءة، والنَّقد والمدارسة، لأنها تجربة إبداعية سودانية تمتد جذورها إلى فترة الستينيات، وتنعكس من خلالها تجارب الإنسان السوداني وهمومه وأشواقه، وهي تجسد الحراك الفكري للمثقف السوداني وتأثيره وتأثره بالتيارات العالمية في الكتابة.
  الحسن محمد سعيد، من مواطني (قَنَتي) بالولاية الشِّمالية، وهو من البديرية الدَّهمشية، من مواليد 1940 ، تلقى تعليمه الأولى والثانوي في عطبرة، وعمل في حسابات السِّكة حديد، درس القانون بجامعة القاهرة، تلقى دراسات عليا بجامعة عين شمس ومعهد البحوث العربية، التحق بالشؤون الاجتماعية قبل امتحان المعادلة، ثم عمل بديوان النائب العام، ومنها كانت إعارته لليمن. وله مؤلفات في القانون.  
     في المجموعة القصصية الموسومة ب ( ريحان الحلفاية)، نقف على القصة صاحبة العنوان، والتي تحكي عن (ريحان) الغريب الوافد، وشخصيته الأسطورية، ومغامراته، وصراعه مع النيل، وغرائب المجتمع، وهزيمته لأسطورة (الحلفاية) التي ارتبطت في أذهان الناس، بنبات (الحلفا) الذي ينمو على ضفة النَّيل! 
 نقاط مهمة:
   - (لا تشغله مصطلحات نقد الرواية كثيراً، وعند الكتابة الروائية يسعى للحصول على درجة من الطرب والاستمتاع! تطربه جداً أعمال الطيب صالح.
  - (عثمان الحوري كاتب مبدع). 
  - لم يورد سيرة ذاتية على أغلفة رواياته. 
  - السنوات التي لم ينتج فيها أعمالا روائية مثل 2008- 2009- 2011م يكون قد انشغل بمؤلفات قانونية، مثل (التّحكيم في السودان) حيث كان له الفضل في صدور قانون التحكيم السوداني لسنة 2005 م. إذ وضع مسودته وقدمها إلى النائب العام ورئيس القضاء آنذاك، ولقد نشرت هذه المسودة مع القانون، والتعليق على القانون، في كتاب (التحكيم في السودان). ذلك فضلاً عن تأليفه لكتاب (البنك المركزي اليمني)، وكتاب (البيئة المصرفية  في اليمن)، وكتاب (شيء من الاحتيال في التجارة الدولية) وهو عبارة عن ترجمة لأحكام صدرت في إنجلترا وسويسرا وباريس، بخصوص الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان.
  - يتكرر سجن كوبر كثيراً في رواياته.
 - يهتم بالشخوص المنسية وسط زحام الحياة. 
            جلوساً من اليمين الأستاذ أحمد الكمالي هاشم ومحمد الفاتح أبوعاقلة والحسن محمد سعيد 
وقوفاً: محمد هاشم الكمالي 
جلسة مناقشة رواية البقعة
تغطية صحفية للمناقشة
جانب من المشاركين في المناقشة 
المشاركون في المناقشة
المشاركون 
 الباشمهندس الكمالي